للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو الفتح كشاجم:

واذا نمنمت بنانك خطّا ... معربا عن بلاغة وسداد

عجب الناس من بياض معان ... تجتنى من سواد ذاك المداد

وقال الممشوق «١» الشامىّ شاعر اليتيمة:

لا يخطر الفكر فى كتابته ... كأنّ أقلامه لها خاطر

القول والفعل يجريان معا ... لا أوّل فيهما ولا آخر

قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ: الكتاب نعم الذّخر والعقدة «٢» ، ونعم الجليس والعمدة، ونعم النّشرة «٣» والنّزهة، ونعم المستغلّ والحرفة، ونعم الأنيس ساعة الوحدة ونعم المعرفة ببلاد الغربة، ونعم القرين والدّخيل، والوزير والنّزيل؛ والكتاب وعاء ملئ علما، وظرف حشى ظرفا، وإناء شحن مزاحا وجدّا، إن شئت كان أبين من سحبان وائل، وإن شئت كان أعيا من باقل، وإن شئت ضحكت من نوادره وعجبت من غرائب فوائده، وإن شئت ألهتك نوادره، وإن شئت شجتك مواعظه ومن لك بواعظ مله، وبزاجر مغر، وبناسك فاتك، وناطق أخرس، وببارد حارّ ومن لك بطبيب أعرابىّ، وبرومىّ «٤» هندىّ، وفارسىّ يونانىّ، وبقديم مولّد، وبميت ممتع، ومن لك بشىء يجمع لك الأوّل والآخر، والناقص والوافر، والشاهد والغائب