للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهذا إنّما يصحّ لأنّك وجدت الحال مشابهة للنطق فى الدلالة على الشىء، فلا جرم [أنك «١» ] استعرت النطق لتلك الحالة ثم نقلته إلى الفعل. والأسماء المشتقّة فى ذلك كالفعل؛ فظهر أنّ الاستعارة إنّما تقع وقوعا أوّليّا فى أسماء الأجناس. ثم الفعل إذا كان مستعارا فاستعارته إمّا من جهة فاعله، كقوله: نطقت الحال بكذا ولعبت بى الهموم، وقول جرير:

تحيى الروامس «٢» ربعها فتجدّه ... بعد البلى وتميته الأمطار

وقول أبى حيّة:

وليلة مرضت من كل ناحية ... فما تضىء لها شمس ولا قمر

أو من جهة مفعوله، كقول ابن المعتز:

جمع الحقّ لنا فى إمام ... قتل الجوع «٣» وأحيى السماحا

أو من جهة مفعوليه، كقول الحريرى:

وأقرى المسامع إمّا نطقت ... بيانا يقود الحرون الشموسا

أو من جهة أحد مفعوليه، كقول الشاعر «٤» :

نقريهم لهذميّات نقدّ بها ... ما كان خاط عليهم كلّ زرّاد

أو من جهة الفاعل والمفعول، كقوله تعالى: يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ.