للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولولا سنّك لم تكن عن شىء منها ناكلا؛ كيف وفؤادك مشهوم «١» ، وعودك معجوم! والآن قد بلغ الله بك، وأنهض الخير لك، وجعل مرادك بين يديك، وعن علم أقول ما تسمع؛ فارتقب زمانك، وقلّص «٢» أردانك؛ ودع التقعّس «٣» والتجسّس لمن لا يظلع لك إذا خطا، ولا يتزحزح عنك إذا عطا؛ فالأمر غضّ، والنفوس فيها مضّ «٤» ؛ وإنك أديم هذه الأمّة فلا تحلم «٥» لجاجا، وسيفها العضب فلا تنب اعوجاجا، وماؤها العذب فلا تحل أجاجا؛ والله لقد سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن هذا الأمر فقال لى: «يا أبا بكر، هو لمن يرغب عنه لا لمن يحاحش «٦» عليه، ولمن يتضاءل عنه لا لمن ينتفج «٧» إليه، هو لمن يقال: هو لك، لا لمن يقول: هو لى» ولقد شاورنى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى الصّهر، فذكر فتيانا من قريش، فقلت:

أين أنت من علىّ؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم: إنى لأكره لفاطمة ميعة شبابه، وحداثة سنّه، فقلت له: متى كنفته يدك، ورعته عينك، حفّت بهما البركة، وأسبغت عليهما النعمة، مع كلام كثير خاطبته به رغبة فيك، وما كنت عرفت منك فى ذلك حوجاء ولا للوجاء، فقلت ما قلت وأنا أرى مكان غيرك، وأجد