فأحص أسماءهم، واجل موائنهم «١» ، ليصير الى كلّ امرئ منهم قدر استحقاقه، ولا تكدّر معروفا بالمطل والحجاب، فإنّ الأوّل يقول:
فإنك لن ترى طردا لحرّ ... كإلصاق به طرف الهوان
ولم يجلب مودّة ذى وفاء ... كمثل البذل أو بسط اللسان.
وكتب محمد «٢» إلى يحيى بن هرمة «٣» - وكان عامله على أصفهان، وقد تظلّم منه أهلها-: يا يحيى «٤» ، قد كثر شاكوك، وقلّ شاكروك؛ فإمّا عدلت، وإمّا اعتزلت.
وكتب أبو بكر الخوارزمىّ جوابا عن هديّة: وصلت التّحفة، ولم يكن لها عيب إلّا أنّ باذلها «٥» مسرف فى البرّ، وقابلها مقتصد فى الشكر؛ والسّرف مذموم إلّا فى المجد، والاقتصاد محمود إلّا فى الشكر والحمد.
وكتب ملك الروم إلى المعتصم يتوعّده ويتهدّده، فأمر الكتّاب أن يكتبوا جوابه، فكتبوا فلم يعجبه مما كتبوا شىء، فقال لبعضهم: اكتب: بسم الله الرّحمن الرّحيم،