الكلام أضحوا فى حلباتها راكضين، وأبناء البيان تليت عليهم آياتها «فظلّت أعناقهم لها خاضعين» .
ما إن لها فى الفضل مثل كائن ... وبيانها أحلى البيان وأمثل
فالعجز عنها معجز «١» متيقّن ... ونبيّها بالفضل فينا مرسل
ما ذاك إلا أنّ ما يأتى به ... وحى الكلام على اليراعة ينزل
بزغت شمسا لا ترضى غير صدره فلكا، وانقادت معانيها طاعة لا تختار سواه ملكا، وانتبذت بالعراء فلا تخشى إدراك الإنكار ولا تخاف دركا، وندّت شواردها فلا تقتنصها الخواطر ولو نصبت هدب الجفون شركا
فللأصائل «٢» فى عليائها سمر ... إن الحديث عن العلياء أسمار «٣»
وللبصائر هاد من فضائلها ... يهدى أولى الفضل إن ضلّوا وإن جاروا
بادى الإبانة لا يخفى على أحد ... «كأنه علم فى رأسه نار»
أعجب بها من كلم جاءت كغمام الظّلال على سماء الأنهار! وسرت كعليل النسيم عن أندية الأسحار، وجليت محاسنها كلؤلؤ الطلّ على خدود الأزهار، وتجلّت كوجنة الحسناء فى فلك الأزرار، وأهدت نفحة الروض متأوّد الغصن بليل الإزار، فأحيتنا بذلك النفس المعطار، وحيّتنا بأحسن [من «٤» ] كأسى لمى وعقار، وآسى ريحان وعذار؛