للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولؤلؤى حبب وثغر، وعقيقى شفة وخمر، وربيعى زهر ونهر، وبديعى نظم ونثر؛ ولم أدر ما هى أثغور ولائد؟ أم شذور قلائد؛ أم توريد خدود، أم هيف قدود؛ أم نهود صدور، أم عقود نحور؛ أم بدور ائتلفت فى أضوائها، أم شموس أشرقت فى سمائها؟

جمعن شتيت الحسن من كلّ وجهة ... فحيّرن أفكارى وشيّبن مفرقى

وغازلها قلبى بودّ محقّق ... وواصلها ذكرى بحمد مصدّق

وما كنت عشّاقا لذات محاسن ... ولكن من يبصر جفونك يعشق

ولم أدر والألفاظ منها شريفة ... الى البدر تسمو أم إلى الشمس ترتقى

إنما هى جملة إحسان يلقى الله الرّوح من أمره على قلبها، أو روضة بيان «تؤتى أكلها كلّ حين بإذن ربّها» ؛ أو ذات فضل اشتملت على ذوات الفضائل، وجنت ثمر العلوم فأجنتها بالضحى والأصائل؛ أو نفس زكت فى صنيعها، ونفث روح القدس فى روعها؛ فسلكت سبل البيان ذللا، وعدمت مماثلا فأضحت فى أبناء المعالى مثلا؛ وسرت الى حوز الأمانى والأنام نيام، فوهب لها واهب النعم أشرف الأقسام؛ فجادت فى الإنفاق، ولم تمسك خشية إملاق، وقيّدت نفسها فى طلق «١» الطاعة فجاءها توقيع التفضيل على الإطلاق

أبن لى معزاها أخا الفهم إنها ... الى الفضل تعزى أم الى المجد تنسب

هى الشمس إلّا أنّ فكرك مشرق ... لإبدائها عندى وصدرى مغرب

وقد أبدعت فى فضلها وبديعها ... فجاءت الينا وهى عنقاء مغرب «٢»