للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا حسنه لمّا أتى بوعد وعلى غير وعد، ويا لذاذة قربه ويا حرارة ما ذقناه بعدها من هجر وصدّ؛ فلم نزل على ذلك مدّة أغفى الدهر عنّا فيها، أقضّى حياة طابت تلذّذا وترفيها

رعى الله محبوبا نعمت بوصله ... وقد بعدت عنّا الغداة عيون

حتى شعر بنا الدهر الخؤون، ورمانى بسهم فرقة أبعدت المنى وجلبت المنون؛ وعلم بما كتمناه الرقيب، وعجز عن داء قلبى الطبيب

لو كان للعشاق حظّ فى الهوى ... ما كان يخلق فى الزمان فراق

فتجرّعت بعد الشّهد علقما، ولم أستطع أفتح «١» من الحزن فما؛ وهمت فى ساحة الشوق والالتياح «٢» ، وفضحتنى الأدمع التى طال بها على المحبّين الافتضاح

لا جزى الله دمع عينىّ خيرا ... وجزى الله كلّ خير لسانى

نمّ دمعى فليس يكتم شيئا ... ووجدت اللسان ذا كتمان

كنت مثل الكتاب أخفاه طىّ ... فاستدلّوا عليه بالعنوان

فاذا هو مرّ المذاق، وأمنع الدمع فيقول: وهل خبأتنى لأعظم من يوم الفراق

أبى الوجد أن يخفيه قلب متيّم ... يكابده والدمع يبديه والضّنى