للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شغلت عن الورى بصرى وسمعى ... كأنهما بحبّك مفردان

فهأنا لا أعاين ما بدا لى ... سواك ولا أصيخ لمن دعانى

ثم إنّى فارقت الحياه، وبذلتها راغبا فى هواه؛ ولم أزل كذلك الى أن ظهرت آثار قربه، وسرى النسيم عطرا فعلمت قرب ركبه

وأذكرنى ذاك الصّبا «١» زمن الصّبا ... وما الشوق إلا ما تجدّد بالذكر

فكاد قلبى يطير للقائه، ولولا تستّره بحجب الفؤاد لخرج من قوّة برحائه؛ وتذكرت كيف يكون اللقاء والاجتماع، والرقباء قد أزمعوا على المنع والدّفاع، وقلت: فارقنى على غير رضا، وجفانى من غير ذنب، ونآى عنّى من غير وداع؛ وهأنا فى غيابه وحضوره، وسخطه وسروره؛ لا أحول عن ودّه، ولا أرى إلا الوفاء بعهده

هيهات ما وجدى عليك بزائل ... فإلام يطنب فى الملامة عاذلى

ناشدتك العهد القديم ومنا ... بلوى الصّريم وبانه المتمايل «٢»

هل تعلمنّ سوى هواك وسيلة ... تدنى رضاك وقد جهلت وسائلى

أدنيتنى حتى إذا تيّمتنى ... بمحاسن ومعاطف «٣» وشمائل

وبحسن وجه لو تجلّى فى الدجى ... سجد الصباح لضوئه المتكامل

ونواظر سحّارة لجفونها ... فضل الصناعة «٤» لا لساكن بابل «٥»