وقال: الاعتبار يفيدك «١» الرشاد، وكفاك أدبا لنفسك ما كرهت من غيرك.
وكان يقال: عليكم بالأدب فإنه صاحب فى السّفر، ومؤنس فى الوحدة، وجمال فى المحفل، وسبب إلى طلب الحاجة.
وقال بعضهم: احذر كلّ الحذر من أن يخدعك «٢» الشيطان فيمثّل لك التوانى فى صورة التوكّل، ويورثك الهوينى «٣» بالإحالة على القدر، فإن الله تعالى أمر بالتوكّل عند انقطاع الحيل، وبالتسليم للقضاء بعد الإعذار، فقال تعالى:«خُذُوا حِذْرَكُمْ» *
وقال آخر: لا تجاهد الطلب جهاد الغالب، ولا تتّكل على القدر اتّكال المستسلم، فإنّ ابتغاء الفضل «٤» من السنّة، والإجمال فى الطلب من العفّة، وليست العفّة بدافعة رزقا، ولا الحرص بجالب فضلا.
وقالوا: عشر خصال فى عشرة أصناف أقبح منها فى غيرهم: الضيق فى الملوك، والغدر فى الأشراف، والكذب فى القضاة، والخديعة فى العلماء، والغضب فى الأبرار، «٥» والحرص فى الأغنياء، والسّفه «٦» فى الشيوخ، والمرض فى الأطبّاء، والزّهو فى الفقراء، والفجور فى القرّاء «٧» .