فمن ذلك ما حكى أن المهدىّ سأل مطر بن درّاج عن أىّ الخيل أفضل؛ فقال: الذى إذا استقبلته قلت نافر، وإذا استدبرته قلت زاخر «١» ، وإذا استعرضته قلت زافر «٢» . قال: فأىّ هذه أفضل؟ قال: الذى طرفه إمامه، وسوطه عنانه.
ومن هذا أخذ المتنبى وعلىّ بن جبلة والعسكرىّ. فقال المتنبى:
إن أدبرت «٣» قلت لا تليل لها
وقد تقدّم.
وقال علىّ بن جبلة:
تحسبه أقعد فى استقباله ... حتى إذا استدبرته قلت أكبّ
وقال أبو هلال العسكرىّ:
طرف إذا استقبلته قلت حبا ... حتى إذا استدبرته قلت كبا
ووصف أعرابىّ فرسا أجرى فى حلبة فقال لما أرسلت الخيل: جاءوا بشيطان، فى أشطان «٤» ؛ فأرسلوه فلمع لمع البرق، واستهلّ استهلال الودق «٥» ؛ فكان أقرب الخيل إليه، تقع عينه من بعد عليه.