ووصف محمد بن الحسين بن الحرون فرسا فقال: هو حسن القميص، جيّد الفصوص «١» ؛ وثيق القصب، نقىّ العصب؛ يبصر بأذنيه، ويتبوّع «٢» بيديه، ويداخل رجليه.
ووصف أخر فرسا فقال: الريح أسيرة يديه، والظّليم «٣» فريسة رجليه؛ إن حرّ «٤» استعر فى التهابه، وإن جدّ مرق من إهابه.
وكتب عبد الله بن طاهر إلى المأمون مع فرس أهداه اليه: قد بعثت إلى أمير المؤمنين فرسا يلحق الأرنب فى الصّعداء، «٥» ويجاوز الظباء فى الاستواء، ويسبق فى الحدور جرى الماء؛ إن عطف حار، وإن أرسل طار؛ وإن حبس صفن «٦» ، وإن استوقف فطن؛ فهو كما قال تأبّط شرّا:
ويسبق وفد الريح من حيث ينتحى ... بمنخرق من شدّه المتتابع
ووصف آخر فرسا فقال: كأنه إذا علا دعاء، وإذا هبط قضاء. كأنه محلول من قول الشاعر فى صفة فرس:
مثل دعاء مستجاب إن علا ... أو كقضاء نازل إذا هبط
ووصف أيّوب بن القرّيّة فرسا فقال: أسيل الخدّ، حسن القدّ؛ يسبق الطّرف، ويستغرق الوصف.