تسرى ولا يشعر الليل البهيم بها ... كأنّها فى جفون الليل إغفاء
وتسمع الطير إذ تهفو قوادمه ... خوافقا فى الدّياجى وهى صمّاء
تصونها جرأوة «١» كأنّها جرج «٢» درر، أو درج غرر، أو كمامة ثمر؛ أو كنانة نبل، أو غمامة وبل؛ حالكة الأديم، كأنّما رقمت بالشّفق حلّة ليلها البهيم.
كأنّها فى وصفها مشرق ... تنبثّ منه «٣» فى الدّجى الأنجم
أو ديمة قد أطلعت قوسها ... ملوّنا وانبثقت تسجم
فاتخذ كلّ له مركزا، وتقاضى من الإصابة وعدا منجزا، وضمن له السعد أن يصبح لمراده محرزا.
كأنّهم فى يمن أفعالهم ... فى نظر المنصف والجاحد
قد ولدوا فى طالع واحد ... وأشرقوا فى مطلع واحد
فسرت علينا من الطير عصابه، أظلّتنا من أجنحتها سحابه؛ من كلّ طائر أقلع يرتاد مرتعا، فوجد ولكن مصرعا، وأسفّ «٤» يبغى ماء جماما فورد ولكن السمّ منقعا، وحلّق فى الفضاء يبتغى ملعبا فبات هو وأشياعه سجّدا للقسىّ وركّعا؛ فتبرّكنا بذلك الوجه الجميل، وتداركنا أوائل ذلك القبيل.