فى الحواصل أوكار؛ إذا انتصبت لطير ذهب من الحياة نصيبه، وإن أنبضت «١» لرمى بدا «٢» لها أنها أحقّ به ممّن يصيبه. ولعل ذاك الصّوت زجر لبندقها أن يبطئ فى سيره، أو يتخطّى الغرض إلى غيره؛ أو وحشة لمفارقة أفلاذ «٣» كبدها، أو أسف على خروج بنيها عن يدها؛ على أنها طالما نبذت بنيها بالعراء، وشفعت لخصمها التحذير بالإغراء.
مثل العقارب أذنابا معقّدة ... لمن تأمّلها أو حقّق النّظرا
إن مدّها قمر منهم وعاينه ... مسافر الطير فيها أو نوى «٤» سفرا
فهو المسىء اختيارا إذ نوى سفرا ... وقد رأى طالعا فى العقرب القمرا
ومن البنادق كرات متّفقة السّرد، متّحدة العكس والطّرد؛ كأنّما خرطت من المندل «٥» الرّطب أو عجنت من العنبر الورد؛ تسرى كالشّهب فى الظلام، وتسبق إلى مقاتل الطير مسدّدات السّهام.
مثل النجوم إذا ما سرن فى أفق ... عن الأهلّة لكن نونها راء «٦»
ما فاتها من نجوم اللّيل إن رمقت ... إلّا ثبات «٧» يرى فيها وأضواء