وحاذتها «لغلغة» تحكى لون وشيها، وتصف حسن مشيها؛ وتربى عليها بغرّتها، وتنافسها فى المحاسن كضرّتها؛ كأنّها مدامة قطبت «١» بمائها، أو غمامة شفّت عن بعض نجوم سمائها.
بغرّة بيضاء ميمونة ... تشرق فى اللّيل كبدر التّمام
وإن تبدّت فى الضّحى خلتها ... فى الحلّة الدّكناء برق الغمام
فنهض الرابع لاستقبالها، ورماها عن فلك سعده بنجم وبالها؛ فجدّت فى العلوّ مغذّه «٢» ، وتطاردت أمام بندقه ولولا طراد الصّيد لم تك لذّه؛ وانقضّ عليها من يده شهاب حتفها، وأدركها الأجل لخفّة «٣» طيرانها من خلفها؛ فوقعت من الأفق فى كفّه، ونفر «٤» ما فى بقايا صفّها عن صفّه.
وأتت فى أثرها «أنيسة» آنسه، كأنها العذراء العانسه، أو الأدماء الكانسه «٥» ؛ عليها خفر الأبكار، [وخفّة ذوات الأوكار «٦» ] وحلاوة المعانى التى تجلى على الأفكار؛ ولها أنس الرّبيب، وإدلال الحبيب، وتلفّت الزائر المريب، من خوف الرّقيب؛ ذات عنق كالإبريق، أو الغصن الوريق، قد جمع صفرة البهار إلى حمرة الشّقيق؛ وصدر بهىّ الملبوس، شهىّ إلى النّفوس، كأنّما رقم فيه النّهار بالليل أو نقش فيه العاج بالآبنوس «٧» ؛ وجناح ينجيها من العطب، يحكى لونه المندل الرّطب إلّا «٨» أنّه حطب.
مدبّجة الصدر تفويفه ... أضاف إلى اللّيل ضوء النهار
لها عنق خاله من رآه ... شقائق قد سيّجت «٩» بالبهار