فوثب الخامس منها «١» إلى الغنيمه، ونظم فى سلك رميه تلك الدّرّة اليتيمة «٢» ؛ وحصل بتحصيلها بين الرّماة على الرتبة الجسيمه.
وأتى على صوتها «حبرج» تسبق همّته جناحه، ويغلب خفق قوادمه صياحه؛ مدبّج المطا، كأنما خلع حلّة منكبيه على القطا؛ ينظر من لهب، ويخطو على رجلين من ذهب.
يزور الرّياض ويجفو الحياض ... ويشبه فى اللّون كدر القطا
ويهوى الزّروع ويلهو بها ... ولا يرد الماء إلا خطا
فبدره السادس قبل ارتفاعه، وأعان قوسه بامتداد باعه؛ فخرّ على الألاءة «٣» كبسطام بن قيس «٤» ، وانقضّ عليه راميه فخصله «٥» بحذق وحمله بكيس.
وتعذّر على السابع مرامه، ونبا به عن بلوغ الأرب مقامه؛ فصعد هو وترب له إلى جبل، وثبت فى موقفه من لم يكن له بمرافقتهما قبل. فعنّ له «نسر» ذو قوادم شداد، ومناسر حداد، كأنه من نسور لقمان بن عاد؛ تحسبه فى السماء ثالث أخويه، وتخاله فى الفضاء قبّته المنسوبة إليه؛ قد حلق كالفقراء راسه، وجعل ممّا قصر من الدّلوق الدّكن لباسه؛ واشتمل من الرّياش العسلىّ إزارا، واختار