من أغصانها وألقى على الأرض تحرّك، وربّما سعى كما تسعى الحيّات ودبّ «١» ؛ وفيما يلى مهبّ الشّمال شجرة تسمع منها فى فصلى الربيع والخريف «٢» همهمة إنسان يريد أن يتكلّم وربّما نطقت بلغة الهند كلمة بعد كلمة، وتسمّى هذه الشجرة الشّمس، وصورتها على صورة الإنسان؛ وفى بلاد التّاكيان «٣» شجرة تضىء باللّيل كالسّراج، بحيث إنّ النّاس إذا سلكوا بقربها باللّيل استغنوا بضوئها عن مصباح، ويسمّونها شجرة القمر. ومن الشجر والنّبات المشهور الّذى لا يوجد إلّا ببقاع مخصوصة: البلسان، وهو فى أرض المطريّة على ساعة من القاهرة المعزّيّة، فى بقعة مخصوصة معروفة، تسقى من بئر مخصوص هناك؛ والفلفل، يقال: إنه لا ينبت الّا بالمنيبارات «٤» من بلاد الهند والمراد بالنّبات هنا: كماله وتحصيل مغلّه، وإلّا فقد رأيته أنا وقد زرع ببستان بأرض (أشموم طناح «٥» ) من الدّيار المصريّة فى سنة أربع وتسعين وستّمائة، ونبت وصار نباته بقدر الذّراع، وكاد يعقد الحبّ؛ وأخبرنى من اختبره فى غير هذه السنة المذكورة أنّه لا يتمّ عقد حبّه ولا يتكوّن، وأنّهم يستعملون فروعه فى الطّعام فتقوم مقام الفلفل؛ وشجر الكافور لا ينبت إلّا فى بقاع مخصوصة يأتى ذكرها إن شاء الله