بنفسك تصوّب أم تصعّد؛ أما ترانى قد نشرت على رماح من زبرجد طالما حرست حمى الرياض، ولبست أحسن اللّباس وهو البياض، وقمت خطيبا على منبر الصّين «١» حمى الرياض، ولبست أحسن اللّباس وهو البياض، وقمت خطيبا على منبر الصّين وقلّدت إمرة الرياحين؟ فأنا ناطر «٢» هذا الفضل، وناظر هذا الفصل؛ سبقتك الى الوجود مكانا «٣» أعدم مكانك، ولم يرض زمانى يجاور زمانك، لبثك «٤» على وجه البسيطة قليل، وحالك- كما علمت- ليس بالجليل؛ تتلوّن كما يتلوّن الغول، من أحمرك وأصفرك وأبيضك المملول «٥» ؛ فلقد رماك ابن الرومىّ بسهام هجائه، وجعلك عرضة لنوائب الدهر ولأوائه «٦» ؛ حيث قال:
كأنه سرم بغل حين يخرجه ... الى البراز وباقى الرّوث فى وسطه
وحيث مدحنى وقال:
أين العيون من الخدود نفاسة ... ورآسة لولا القياس الفاسد
فمثل هذه المسبّة لا يضمحلّ أثرها، ولا ينقطع خبرها؛ ولله درّ القائل: