وكأنّ الهواء صار رحيقا ... وكأنّ الرحيق صار هواء
وتخال السماء بالليل أرضا ... وترى الأرض بالنهار سماء
جلّلتها الأنوار زهرا وصفرا ... يوم ظلّت تنادم «١» الأنواء
فتراها ما بين نور ونوء ... تتكافا تبسّما وبكاء
وتظلّ الأشجار تتّخذ الحسن ... قميصا أو الجمال رداء
وترى السّرو كالمنابر تزهى ... وترى الطير فوقها خطباء
وقال كشاجم:
أرتك يد الغيث آثارها ... وأعلنت الأرض أسرارها
وكانت أكنّت لكانونها ... خبيئا فأعطته آذارها
فما تقع العين إلّا على ... رياض تصنّف أنوارها
يفتّح فيها نسيم الصّبا ... خباها ويهتك أستارها
ويسفح فيها دماء الشّقيق ... ندّى ظلّ يفتضّ أبكارها
ويدنى إلى بعضها بعضها ... كضمّ الأحبّة زوّارها
كأنّ تفتّحها بالضّحى «٢» ... عذارى تحلّل أزرارها
تغضّ لنرجسها أعينا ... وطورا تحدّق أبصارها
اذا مزنة سكبت ماءها ... على بقعة أشعلت نارها
وقال البسّامىّ «٣» :
أما ترى الأرض قد أعطتك زهرتها ... مخضرّة واكتسى بالنّور عاريها
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute