كأنّ شقائق النّعمان فيه ... محضّرة كئوسا من عقيق
كأنّ النرجس البرّىّ فيه ... مداهن من لجين للخلوق
يذكّرنى بنفسجه بقايا ... صنيع اللّطم فى الخدّ الرقيق
وقال ابن سكّرة الهاشمىّ:
أما ترى الروضة قد نوّرت ... وظاهر الرّوضة قد أعشبا
كأنّما الأرض سماء لنا ... نقطف منها كوكبا كوكبا
وقال علىّ بن عطيّة البلنسىّ:
أديراها على الزّهر المندّى ... فحكم الصّبح فى الظّلماء ماضى
وكأس الراح تنظر عن حباب ... ينوب لنا عن الحدق المراض
وما غربت نجوم اللّيل لكن ... نقلن من السّماء الى الرياض
وقال شاعر أندلسىّ:
وفتيان صدق عرّسوا تحت دوحة ... وما لهم غير النبات فراش
كأنّهم والنّور يسقط فوقهم ... مصابيح تهوى نحوهنّ فراش
وقال أبو محمد الحسن بن علىّ بن وكيع التّنّيسىّ:
أسفر عن بهجته الدهر الأغر ... وابتسم الروض لنا عن الزّهر
أبدى لنا فصل الربيع منظرا ... بمثله تفتن ألباب البشر
وشيا ولكن حاكه صانعه ... لا لابتذال اللّبس لكن للنظر
عاينه طرف السماء فانثنت ... عشقا له تبكى بأجفان المطر
فالأرض فى زىّ عروس فوقها ... من أدمع القطر نثار من درر
وشى طواه فى الثّرى صيانة ... حتّى اذا ملّ من الطّىّ نشر