للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كهف فى ذلك الجبل كهيئة الحائط، وقد حفّ بذلك الكهف البحر؛ فجلسنا على باب ذلك النّقب ثلاثة أيّام نتموّن بقيّة ما كان معنا من الماء والطعام؛ فلمّا كان فى اليوم الرابع نظرنا إلى مركب قد أقبل فى البحر فلوّحنا إلى من فيه، فأرسلوا إلينا القارب، فنزلنا من باب ذلك النقب نزولا شاقّا حتى وثبنا إلى القارب بما معنا، ثم خرجنا من البحر فقسمنا ذلك الذهب بيننا، وصار ذلك اللّوح إلىّ بقسطى.

قال: ثم إنّ أنفسنا دعتنا إلى العودة إلى ذلك السّرب ممّا يلى النّقب من جهة البحر، فركبنا قاربا وسرنا فى البحر نحو المكان الذى كنّا فيه، فنزلنا منه، فخفى علينا فعلمنا أنّا لم نرزق من ذلك المكان إلّا ما أخذناه، فرجعنا.

قال: ومكث ذلك اللوح عندى حولا وأنا لا أجد من يقرؤه، حتى أتانا رجل حميرىّ من أهل صنعاء كان يحسن قراءة تلك الكتابة، فأخرجت إليه اللوح فقرأه، فإذا فيه مكتوب هذه الأبيات:

اعتبر بى أيّها المغ ... رور بالعمر المديد

أنا شدّاد بن عاد ... صاحب الحصن العتيد

وأخو القوّة والبأ ... ساء والملك الشديد

وبفضل الملك والع ... دّة فيه والعديد

دان أهل الأرض طرّا ... لى من خوف وعيدى

وملكت الشرق والغر ... ب بسلطان شديد

فأتى هود وكنّا ... فى ضلال قبل هود

فدعانا- لو قبلنا ... هـ- إلى الأمر الرشيد

فعصيناه ونادي ... نا ألا هل من محيد

فأتتنا صيحة ته ... وى من الأفق البعيد