يا عزير، ما كنت كذّابا. فربط على كلّ إصبع له قلما وكتب بأصابعه كلها حتى كتب التوراة كلّها عن ظهر قلبه، فأحيا لبنى إسرائيل التوراة وأحيا لهم السّنّة.
فلمّا رجع العلماء استخرجوا كتبهم التى كانوا دفنوها، فعارضوا بها توراة عزير فوجدوها مثلها، فقالوا: ما أعطاه الله تعالى هذا إلّا أنه ابنه.
وقال الكلبىّ: إنّ بختنصّر لمّا ظهر على بنى إسرائيل وهدم بيت المقدس وقتل مرّة قرّاء التوراة، كان عزير إذ ذاك غلاما صغيرا، فاستضعفه فلم يقتله، ولم يدر أنه يقرأ التوراة. فلمّا توفّى مائة سنة ورجعت بنو إسرائيل إلى بيت المقدس وليس منهم من يقرأ التوراة بعث الله عز وجل عزيرا ليجدّد لهم التوراة ويكون لهم آية، فأتاهم فقال: أنا عزير. فكذّبوه وقالوا: إن كنت عزيرا كما تزعم فاتل علينا التوراة. فكتبها وقال: هذه التوراة. ثم إنّ رجلا قال: إنّ أبى حدّثنى عن جدّى أن التوراة جعلت فى خابية ثم دفنت فى كرم. فانطلقوا معه حتى احتفروها وأخرجوا التوراة، فعارضوها بما كتب عزير فلم يجدوه غادر منها [آية ولا «١» ] حرفا، فعجبوا وقالوا: إن الله لم يقذف التوراة فى قلب رجل واحد منّا بعد ما ذهبت من قلوبنا إلّا أنه ابنه؛ فعند ذلك قالت اليهود: عزير ابن الله.