المقدس وأقام هناك يعبد الله تعالى. وشعيا يومئذ بيت المقدس وهو نبىّ فى بنى إسرائيل إلى أن بعث الله تعالى يونس نبيّا.
قال: وكان فى بلاد نينوى «١» ملك «٢» وكانت جيوشه كثيرة، قيل: إنها كانت تزيد على عشرة آلاف قائد «٣» . وكان إذا غزا تكون معه تماثيل من الأسود والفيلة متّخذة من النحاس والحديد، يخرج من أفواهها لهب النّيران، ومعه رجال يلعبون بالنيران.
فغزا هذا الملك بنى إسرائيل على هذه الصورة، فقتل من بنى إسرائيل وسبى، ثم عاد الى بلاد نينوى، وغزاهم ثانية وتكرّرت غزواته فيهم. فأوحى الله تعالى إلى شعيا نبىّ بنى إسرائيل أن يختار من عبّاد بنى إسرائيل أمينا قويّا يبعثه إلى بلاد نينوى رسولا إلى من بها من الملوك وغيرهم؛ فإنهم قد جحدوا حقّى وأنكروا معرفتى. فدخل شعيا على حزقيّا الملك وأمره أن ينادى فى عبّاد بيت المقدس، وبها يومئذ عشرة آلاف عابد، لباسهم الشعر والصوف ونعالهم الخوص، فنادى فيهم بالاجتماع فاجتمعوا، فآختار منهم ثلاثة واختار من الثلاثة يونس بن متّى، ثم قال له حزقيّا: إن الله أوحى إلى نبيّه شعيا أن يختار من جملة هؤلاء العبّاد والزّهّاد أعبدهم وأتقاهم، وقد وقع اختياره عليك لتبعث [إلى أهل «٤» ] بلاد نينوى. قال يونس: إن فى بنى إسرائيل من هو أعبد منّى وأزهد، فابعث أيها الملك غيرى. قال: لا أبعث سواك، فانهض