تسبيح الحيتان بلغاتهم، فلم يزل كذلك حتى بلغ [الى موضع يسمع فيه صريف الأقلام «١» ] .
وهو اذا سجد يكون سجوده على كبد الحوت وهو يقول له: يا يونس، أسمعنى تسبيح المغمومين المحبوسين فى حبس لم يحبس فيه أحد من الآدميّين، ويونس يقول:
لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
، وكانت الملائكة تقول: إلهنا إنّا نسمع تسبيح مكروب كان لك شاكرا، اللهمّ ارحمه فى غربته. قال الله تعالى: فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ «٢»
الآية. قيل: ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت. قال الله تعالى: فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ «٣»
. واختلف فى مدّة لبثه، فمنهم من قال: لبث أربعين يوما، وقيل: ثلاثة أيام. فلمّا انقضت المدّة التى قدّر الله عليه ألهم الله الحوت أن يرجع إلى الموضع الذى ابتلعه فيه. فشقّ ذلك على الحوت لأنه كان قد أنس به وبتسبيحه، فناداه الملك أن اقذفه من بطنك فليس هو مطعم لك. فتقدّم الحوت إلى الساحل وقذفه. قال الله تعالى: فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ «٥» .
قال: خرج كالفرخ الذى لا ريش له، وهو لا يقدر على القيام، فأنبت الله عليه شجرة من يقطين «٦» كان لها ثلاثة أغصان: غصن قبل المشرق، وغصن قبل المغرب، والغصن الثالث على رأسه. وجاءه جبريل فقال: يا يونس، إن الله قد أعطاك من الجنة ما ترضى به، ثم أمرّ يده على رأسه وجسمه فأنبت الله شعره ولحيته، وأمر