للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إسرائيل. فقال بلوقيا: أيتها الحيّات من أنتنّ؟ فقلن: نحن حيّات من حيّات جهنّم ونحن نعذّب الكفّار فيها يوم القيامة. قال بلوقيا: وما تصنعن هاهنا؟ وكيف عرفتنّ محمدا؟ فقلن: إن جهنّم تفور وتزفر فى كل سنة مرّتين فتلقينا هاهنا ثم نعود إليها، فشدّة الحرّ فى الصيف من حرّها، وشدّة البرد فى الشتاء من بردها. وليس فى جهنّم درك من دركاتها، ولا باب من أبوابها، ولا سرادق من سرادقاتها إلا وقد كتب عليه: «لا إله إلّا الله محمد رسول الله» فمن أجل هذا عرفنا محمدا صلى الله عليه وسلم. قال بلوقيا: أيتها الحيّات، هل فى جهنّم مثلكنّ أو أكبر منكنّ؟

فقلن: إن فى جهنّم حيّات تدخل إحدانا فى أنف إحداهنّ وتخرج من فمها ولا تشعر بذلك لعظمها. قال: فسلم بلوقيا عليهنّ ومضى حتى أتى جزيرة أخرى، فإذا هو بحيّات كأمثال الجذوع والسوارى، وعلى متن إحداهنّ حيّة صغرى صفراء كلما مشت اجتمعت الحيّات حولها فإذا نفخت صرن تحت الأرض خوفا منها. فلمّا رآها ورأته قالت له: أيها الخلق المخلوق من أنت؟ وما اسمك؟ قال: اسمى بلوقيا، وأنا من بنى إسرائيل من ولد ابراهيم. فاخبرينى أيتها الحيّة من أنت؟ قالت: أنا موكّلة بالحيّات واسمى تمليخا، ولولا أنى موكّلة بهنّ لقتلت الحيّات بنى آدم كلهم فى يوم واحد، ولكنّى اذا صفّرت صفرة [واحدة «١» ] وسمعن صوتى دخلن فى الماء الذى تحت الأرض. ولكن يا بلوقيا إن لقيت محمدا صلى الله عليه وسلم فأقرئه منّى السلام.

قال: ومضى بلوقيا إلى بلاد الشام فأتى بيت المقدس، وكان بها حبر من أحبارهم يسمّى عفّان الخير، فأتاه فسلم عليه وقصّ عليه قصّته. فقال له: ليس هذا زمان محمد ولا زمان أمّته، بينك وبينه بعد سنين وقرون. ثم قال عفّان: يا بلوقيا أرنى موضع الحية التى اسمها تمليخا، فإن قدرت أن أصيدها رجوت أن أنال معك ملكا