أقرصة من شعير وحيتانا. فقيل لوهب: ما كان ذلك يغنى عنهم؟ قال:
لا شىء، ولكنّ الله أضعف لهم البركة، فكان قوم يأكلون ويخرجون ويجىء الآخرون فيأكلون ويخرجون، حتى أكلوا بأجمعهم وفضل. وقال الكلبىّ ومقاتل: استجاب الله تعالى لعيسى عليه السلام فقال: إنى منزّلها عليكم كما سألتم، فمن أكل من ذلك الطعام ثم لم يؤمن جعلته مثلا ولعنة لمن بعدهم، قالوا: قد رضينا. فدعا شمعون الصّفا وكان أفضل الحواريّين فقال: هل معك طعام؟ قال:
نعم معى سمكتان وسبعة أرغفة. قال: قدّمها. فقطعهنّ عيسى عليه السلام قطعا صغارا ثم قال: اقعدوا فى روضة وترفّقوا رفاقا، كل وفقة عشرة. ثم قام عيسى عليه السلام ودعا الله تعالى فاستجاب الله له ونزّل فيها البركة، فصار خبزا صحاحا وسمكا صحاحا. ثم قام عيسى فجعل يلقى فى كل رفقة ما حملت أصابعه، ثم قال: كلوا باسم الله، فجعل الطعام يكثر حتى بلغ ركبهم، فأكلوا ما شاء الله وفضل منه، والناس خمسة آلاف ونيّف. فقال الناس جميعا: نشهد أنك عبد الله ورسوله. ثم سألوه مرّة أخرى، فدعا الله تعالى، فأنزل الله خبزا وسمكا، خمسة أرغفة وسمكتين، فصنع بها ما صنع فى المرّة الأولى. فلمّا رجعوا إلى قراهم ونشروا هذا الحديث ضحك منهم من لم يشهدها، وقالوا لهم: ويحكم! إنما سحر أعينكم، فمن أراد الله تعالى به الخير ثبّته على بصيرته، ومن أراد فتنته رجع إلى كفره. فمسخوا خنازير وليس فيهم صبىّ ولا امرأة. فمكثوا بذلك ثلاثة أيام ثم هلكوا، ولم يتوالدوا ولم يأكلوا ولم يشربوا.
وقال كعب: نزلت مائدة منكوسة من السماء تطير بها الملائكة بين السماء والأرض عليها كل طعام إلّا اللحم. وقال قتادة: كانت تنزل عليهم بكرة وعشيّة حيث كانوا كالمنّ والسّلوى لبنى إسرائيل. وقال يمان بن رئاب: كانوا يأكلون منها ما شاءوا.
وروى عطاء بن أبى رباح عن سلمان الفارسىّ قال: لمّا سأل الحواريّون عيسى