فقام [فى الناس «١» ] خطيبا فقال: «أيها الناس! ألا إنى قد خبأت لكم صوتى منذ أربعة أيام لأسمعكم اليوم. ألا فهل من امرئ بعثه قومه [فقالوا اعلم لنا ما يقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-. ألا ثم لعله أن يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه الضّلال «٢» ] . ألا إنى مسئول هل بلّغت. ألا اسمعوا تعيشوا «٣» ألا اجلسوا «٤» » فجلس الناس وقمت أنا وصاحبى، حتى إذا فرغ لنا فؤاده وبصره قلت: يا رسول الله، ما عندك من علم الغيب؟ [فضحك لعمر الله وهزّ رأسه وعلم أنّى أبتغى لسقطه «٥» ] فقال: «ضنّ ربك عز وجل بمفاتيح خمس «٦» من الغيب لا يعلمها إلا الله «٧» » . فقلت: وما هنّ يا رسول الله؟ قال:«علم المنية [قد علم متى منيّة أحدكم ولا تعلمونه «٨» ] . وعلم المنّى حين «٩» يكون فى الرّحم [قد علمه ولا تعلمونه «١٠» ] وعلم ما فى غد وما أنت طاعم غدا ولا تعلمه «١١» . وعلم يوم الغيث يشرف عليكم آزلين مسنتين «١٢» فيظّل يضحك قد علم أنّ غوثكم قريب» . قال لقيط:
لم لن نعدم من ربّ يضحك خيرا. «وعلم يوم الساعة» . قلت: يا رسول الله، إنى سائلك عن حاجتى «١٣» . قال:«سل عمّا شئت» . قلت: يا رسول الله،