نمائهم وزيادتهم فلا شكّ أنهم سيملئون الأرض ويخلون أهلها منها ويظهرون عليها فيفسدون فيها، وليست تمرّ بنا سنة منذ جاورناهم إلا ونحن نتوقّعهم أن يطلع علينا أوّلهم من [بين «١» ] هذين الجبلين «٢» .
قال الشيخ عبد الوهاب بن المبارك الأنماطىّ فى كتابه عن وهب بن منبّه: إنّ يأجوج ومأجوج أجفلوا «٣» فى زمن ذى القرنين يريدون أرضا وأمّة من الأمم، وكانوا إذا توجّهوا لوجه لم يعدلوا عنه ولا يميلون ولا يعرّجون، وكانت تسمع همهمتهم من مسيرة مائة فرسخ لكثرتهم. فلما سمعت تلك الأمّة حسّهم استغاثوا بذى القرنين، وهو يومئذ فى ناحية أرضهم من شرقى أرض الترك والخزر وقالوا: يا ذا القرنين، إنه قد بلغنا ما آتاك الله من السلطان والملك، وما ألبسك من الهيبة، وما أيّدك به من جنود أهل الأرض ومن النور والظلمة، وإنّا جيران يأجوج ومأجوج، وليس بيننا وبينهم إلا شواهق الجبال، وليس لهم إلينا طريق إلا من هذين الصّدفين «٤» ، فهل نجعل لك خرجا [على أن تجعل بيننا وبينهم سدّا «٥» ] . قال الله تعالى: ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً* حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا* قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً «٦»