ويدعى قبلان شاه يدين بالنصرانية. ودار مملكته تعرف بخندج «١» ، وله اثنتا عشرة ألف قرية يستعبد منهم من شاء. وبلده بلد منيع. وهو شعب من جبل الفتح. وهذا الملك يغير على الخزر ويستظهر عليهم. ثم يلى هذه المملكة اللّان. وملكها يقال له كركنداج «٢» ، وهذا الاسم غالب على سائر ملوكهم. وكانوا جاهليّة ثم دانوا بالنصرانيّة، ثم رجعوا فيها بعد العشرين والثلاثمائة. وصاحب اللّان يركب فى ثلاثين ألف فارس. ثم يلى ملك اللان أمّة يقال لها كمشك. وتفسير هذا الاسم بالفارسية التّيه والصّلف. وهم بين جبل الفتح وبحر الروم. وهى تنقاد الى دين المجوسيّة. قال: وليس فى الأمم التى ذكرناها أنقى أجسادا، ولا أصفى لونا، ولا أحسن رجالا، ولا أصبح نساء، ولا أقوم قدودا، ولا أرقّ أخصارا وأظهر أردافا، ولا أحسن شكلا من هذه الأمّة. ونساؤهم موصوفات بلذّة الخلوة.
ولباسهنّ البياض والدّيباج الرومىّ والسّقلاطون «٣» وغير ذلك من أنواع الديباج المذهب.
واللّان تستظهر على هذه الأمّة إلّا أنها تمتنع منهم بقلاع لها على ساحل البحر. وتلى هذه الأمّة على ساحل البحر أمّة يقال لبلدهم السبع بلدان، وهى أمّة كثيرة ممتنعة بعيدة الدار. ويلى هذه الأمّة أمّة عظيمة يقال لها إرم [ذات العماد «٤» ] ذو وخلق عجيب جاهليّة الآراء. ويلى هذه الأمّة صحراء نحو من مائة ميل، بين جبال أربعة، كل جبل منها ذاهب فى الهواء، فى وسط هذه الصحراء دارة مقوّرة كأنها خطّت ببركار «٥» ،