للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الداخلة فى الغرب. واقتصر على امرأة من بنات عمّه، وكانت ساحرة، فتفرّد بها واستخلف بعض وزرائه على الملك وأقبل على لذّته ولهوه. فلمّا هلك كتمت امرأته الساحرة موته، وكان أمرها ونهيها يخرجان إلى الوزير عن الملك. وأقام الناس تحت طاعته سبع سنين لا يعلمون بأمره. فلما رأى إخوته طول غيبته جمعوا جموعا كثيرة وقدّموا على أنفسهم أحدهم وهو شمرود «١» الجبّار وساروا إلى أمسوس. وبلغ ذلك امرأة ندسان الساحرة فأمرت الوزير بالخروج إليهم ومحاربتهم، ففعل ذلك ولقيهم فمزّقوه وقتلوا كثيرا ممن كان معه، ودخلوا مدينة أمسوس، وأتوا دار المملكة فلم يروا ندسان وأيقنوا بهلاكه.

وملك شمرود بن هرصال فسرّ الناس به، ووعدهم بحسن السّيرة فيهم وتغيير ما كانوا ينكرونه على أخيه. واستولى على كنوزه وخزائنه ففرّقها على إخوته، وأقطعهم جميع ما كان فى يد ندسان. وطلب امرأته الساحرة وابنها ليقتلهما، فانتقلت إلى مدينة أهلها من الصعيد، وكانوا كلّهم كهّانا سحرة، فامتنعت بهم، وأرسلت إلى الناس وعرّفتهم أنّ ابنها الملك فى وقته؛ لأنّ أباه قلّده الملك وأمرها أن تدبّر أمره حتى يكبر، فصدّقوها وأجابوها وقالوا: إنّ الغلام مغصوب على ملك أبيه، وإنّ شمرود متغلب. فاجتمع فى ناحيتها جماعة من أهل البلد وزحف ابن الساحرة وقد عمل له السحرة أصنافا من التخاييل الهائلة والنيران المحرقة، فقامت الحرب بينهم أياما؛ فانهزم شمرود وإخوته وتعلّقوا ببعض الجبال.

وملك توميدون «٢» بن ندسان وهو ابن الساحرة. ودخل دار الملك وجلس على السرير ولبس التاج الذى كان لأبيه وأطاف به بطانة أبيه، وهو يومئذ حدث السنّ،