فى صحراء، وإذا على باب تلك الفوهة تمثالان من حجر أسود معهما كالمزراقين فعجبوا من ذلك. ووجدوا أجرنة منقورة وأسطوانات مخروطة، فساروا منها بعدا فانتهوا إلى ماء وجدوه فى نقار «١» حذاء تلك الفوهة، وأخذوا نحو المشرق فساروا يوما حتى وصلوا إلى الأهرام من خارج فأخبروا والى مصر بخبرهم، فوجّه معهم من يدخل من تلك الفوهة، فطافوا فلم يجدوها وأشكل عليهم أمرها. ووجد الآخذ للحجر الحجر جوهرا نفيسا فباعه بمال.
قال: وحكى أنّ قوما فى زمن أحمد بن طولون «٢» دخلوا الهرم فوجدوا فى طاق فى أحد بيوته أستاندانة زجاجا ثخينة فأخذوها وخرجوا، ففقدوا رجلا منهم فدخلوا فى طلبه، إذ خرج عليهم الرجل عريانا يضحك ويقول: لا تتعبوا فى طلبى، ورجع هاربا الى أن دخل، فعلموا أن الجنّ استهوته وشاع أمرهم، فأخذوا الأستاندانة منهم ومنع الناس من الدخول الى الهرم، ووزنت الأستاندانة فكانت أربعة أرطال زجاجا أبيض صافيا، فانتبه رجل من أهل المعرفة لها وقال:
لم تعمل إلّا لشىء، وملأها ماء ووزنها فوجد وزنها وهى ملأى مثل وزنها فارغة لا تزيد ولا تنقص فكانت أعجوبة.
وحكى أن قوما دخلوا الهرم ومعهم من يريدون يعبثون به، فلمّا همّوا بذلك خرج عليهم غلام أسود أمرد فى يده عصا فأخذ فى ضربهم، فخرجوا هاربين وتركوا ما كان معهم من طعام وشراب وبعض ثيابهم.
وحكى أن رجلا دخل بامرأة ليفجر بها فصرعا جميعا ولم يزالا مجنونين مشهورين حتى ماتا.