يتكلّم بكلام كاهنىّ فسّره لهم بعض أصحاب الديارات بالصعيد: هذا جزاء من يطلب ما ليس له؛ ثم سقط ميّتا، فحملوه وفطن بهم فأخذوا وأتى بهم إلى الوالى فحدّثوه بالخبر.
وفى خبر آخر: أنّ قوما دخلوا الهرم وانتهوا إلى أسفله وطوّفوه فعرض لهم مثل الطريق فساروا فيه فوجدوا قبّة تحتها كالمطهرة يقطر فيها ماء فينشّ «١» ثم يغيض «٢» ولم يدروا ما هو، ووجدوا موضعا كالمجلس المربّع حيطانه كلّها بحجارة ملوّنة عجيبة، فقلّع أحدهم منها حجرا وجعله فى كمّه فانسدّت أذناه من الريح، ولم تزل «٣» تصر وهو معه، ووجدوا مكانا كالفوّارة العظيمة فيها ذهب مضروب كثير يكون الدينار منه زهاء مائة مثقال، فأخذوا منه شيئا فلم يستطيعون أن يمشوا ولم يتحرّكوا حتى تركوه من بين أيديهم. ووجدوا فى مكان آخر كالصّفّة فيها شيخ من حنتم «٤» أخضر كأنه مشتمل بشملة، وبين يديه تماثيل صغار فى صور الصّبيان وكأنه يعلمهم، فأخذوا منه شيئا فلم يقدروا أن يتحرّكوا فردّوه، ومشوا أيضا فى ذلك الطريق فوجدوا بيتا مسدودا فيه دوىّ هائل وزمزمة فلم يتعرّضوا له، ومضوا فوجدوا كالمجلس المرّبع فيه صورة ديك من جواهر معمولة، قائم على أسطوانة خضراء، وله عينان يسرج منهما المجلس، فلما قربوا منه صوّت بصوت مفزع وخفق بجناحيه، فتركوه ومضوا حتى بلغوا صنما من حجر أبيض فى صورة امرأة منكّسة على رأسها ومن جانبيها أسدان من حجارة كأنهما يريدان نهسها «٥» ، فجعلوا يتعوّذون ويقرءون إلى أن جاوزوها. قال: وقيل إنهم مشوا حتى لاح لهم نور فاتّبعوه فإذا بفوّهة مفتوحة فخرجوا منها فإذا هم