للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن الرومىّ:

وما تعتريها آفة بشريّة ... من النّوم إلا أنها تتختّر.

كذلك أنفاس الرّياض بسحرة ... تطيب وأنفاس الأنام تغيّر.

وما ذفته إلا بشمّ ابتسامها ... وكم مخبر يدنيه للعين منظر.

وغير عجيب طيب أنفاس روضة ... منوّرة باتت تراح وتمطر.

وقال جميل:

وكأنّ طارقها على علل الكرى، ... والنجم وهنا قد دنا لتغوّر،

يستاف ريح مدامة معلولة ... بذكىّ مسك أو سحيق العنبر.

وقال الشريف الموسوىّ، شاعر اليتيمة:

يا عذبة المبسم! بلّى الجوى ... بنهلة من ريقك البارد!

أرى غديرا سيّحا ماؤه، ... فهل لذاك الماء من وارد؟

من لى بذاك العسل الذائب ال ... جارى خلال البرد الجامد؟

ومما قيل في طيب عرف النساء، قالوا: من أجود ما قيل في ذلك من قديم الشعر قول الاعشى:

ما روضة من رياض الحزن معشبة ... خضراء جاد عليها مسبل هطل،

يضاحك الشمس منها كوكب شرق ... مؤزّر بعميم النبت مكتهل،

يوما بأطيب منها نشر رائحة ... ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل.