للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقول القطامىّ:

وماريح قاع ذى خزامى وحوله ... شذا أرج من طيّب النّبت غارب،

بأطيب من مىّ إذا ما تقلّبت ... من الليل وسنى جانبا بعد جانب.

أخذه ابن المعتز ببعض لفظه وزاد زيادة حسنة، فقال:

وما ريح قاع زاهر مسّت النّدى ... وروض من الرّيحان سحّت سحائبه،

فجاء سحيرا بين يوم وليلة ... كما جرّ من ذيل الغلالة ساحبه،

بأطيب من أنياب سرّة موهنا ... إذا الليل أدجى وارجحنّت كتائبه.

إذا رغبت عن جانب من فراشها ... تضوّع مسكا أين مالت جوانبه.

وقال ابن الرومىّ:

والعرف ندّ ذكىّ، وهى ذاكية ... إذا أساء جوار العطر أبدان.

نعيم كلّ بهار من مجامرها ... ويشمس الليل منها فهو ضحيان.

كأنها، وعثان النّدّ يشملها، ... شمس عليها ضبابات وأدجان.

وقال ابن الأحنف:

ذكرتك بالرّيحان لمّا شممته ... وبالراح لما قابلت أوجه الشّرب.

تذكّرت بالريحان منك روائحا ... وبالراح طعما من مقبّلك العذب.

ومن البليغ قول سحيم:

فما زال بردى طيّبا من ثيابها ... إلى الحول، حتّى أنهج البرد باليا.

وأبلغ منه قول الأحنف:

وجد الناس ساطع المسك من دج ... لة قد أوسع المشارع طيبا.

فهم ينكرون ذاك وما يد ... رون أن قد حللت منها قريبا.