الجلد وتخلص، وأتى المدينة فراطنهم فرفعوه بالحبال، ففتح خزائن السلاح وخرج على الروم فكبس جيشهم عند ضرب النواقيس، فانهزم الروم، وأتى بقيصر أسيرا، فأبقى عليه وضمّ إليه من أسر من أصحابه، وأخذهم بغرس الزيتون بالعراق بدلا من النخل التى عقروها؛ ولم يكن الزيتون بالعراق قبل ذلك. وفى فعل سابور ودخوله الى أرض الروم يقول بعض شعراء الفرس:
وكان سابور صفوا فى أرومته ... اختير منها فأضحى خير مختار
إذ كان بالروم جاسوسا يجول بها ... حوم المنيّة «١» من ذى كيد مكّار
فاستأسروه، وكانت كبوة عجبا ... وزلّة سبقت من غير عثّار
وأصبح الملك الرومىّ مغتربا ... أرض العراق على هول وأخطار
فراطن الفرس بالأبواب فافترقوا ... كما تجاوب أسد الغاب «٢» بالغار
فجذّ بالسيف أصل الروم فامتحقوا ... لله درّك من طلّاب أوتار
إذ يغرسون من الزيتون ما عضدوا ... من النخيل وما حفّوا بمنشار
وسابور هذا هو الذى بنى الإيوان المعروف بإيوان كسرى، وبنى السّوس «٣» والكرج «٤» ونيسابور «٥» . قال صاحب كتاب تجارب الأمم: وبنى بالسواد مدينة نرجس سابور، وبنى الأنبار «٦» . قال: وبنى مدائن أخر بالسند وسجستان، ونقل