وعمرو هذا هو الذى يقال فيه:«شبّ عمرو عن الطّوق» . وكانت مدّة ملكه مائة سنة.
ثم ملك بعده ابنه امرؤ القيس. فكان ملكه ستين سنة.
ثم ملك بعده ابنه عمرو بن امرئ القيس وهو محرّق العرب «١» . وكان ملكه خمسا وعشرين سنة، وكانت أمّه مارية التى يضرب المثل بقرطيها.
ثم ملك بعده النعمان «٢» بن المنذر فارس حليمة «٣» ، وهو الذى بنى الخورنق «٤» وكردس «٥» الكراديس. وكان أعور «٦» ، ويقال: إنه أشرف فى بعض الأيّام على ما حول الخورنق فقال: أكّل ما أرى إلى نفاد؟ قيل: نعم. قال: فأىّ خير فى ملك يكون آخره إلى نفاد! ثم انخلع من ملكه ولبس المسوح وسار فى الأرض. وقد ذكره عدىّ بن زيد فقال:
وتفكّر ربّ الخورنق إذ أشرف ... يوما وللهدى تفكير
سرّه حاله وكثرة ما يملك ... والبحر معرضا «٧» والسّدير