للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما عندنا! فعرف الغضب فى وجه كسرى ثم قال: ربّ عبد قد قال هذا فصار أمره الى التّباب «١» ، فبلغ كلامه النعمان. وسكت كسرى على ذلك أشهرا، وهو «٢» يستعدّ ويتوقّع حتى أتاه كتاب كسرى يستدعيه، فانطلق النعمان حتى أتى جبال طيّىء وهو متزوّج «٣» منهم، فأرادهم أن يمنعوه فأبوا ذلك وقالوا: لولا صهرك لقتلناك، فإنه لا حاجة لنا فى معاداة كسرى، فأقبل يعرض نفسه على العرب فلا يقبلوه، حتى نزل بذى قار «٤» ببنى شيبان سرّا فلقى هانئ بن قبيصة [بن هانئ «٥» ] بن مسعود فأودعه سلاحه وتوجه إلى كسرى فلقى زيد بن عدىّ على قنطرة ساباط «٦» ، فقال له: انج نعيم! فقال: أنت يا زيد فعلت هذا! أما والله لئن أفلت لأسقينّك بكأس أبيك! فقال له زيد: امض نعيم، فقد والله وضعت لك عنده أخيّة «٧» لا يقطعها المهر الأرن «٨» . قال: فلما بلغ كسرى أنه بالباب أمر به فقيّد وأبعده الى خانقين «٩» ، فلم يزل بالسجن حتى مات بالطاعون.