بنو مخزوم، وسهم، وجمح، وبنو عدىّ بن كعب؛ وخرجت من ذلك بنو عامر ابن لؤىّ، ومحارب بن فهر؛ فلم يكونوا مع واحد من الفريقين، فعقد كلّ قوم على أمرهم حلفا مؤكّدا: ألا يتخاذلوا، ولا يسلم بعضهم بعضا، «ما بلّ بحر صوفة «١» » .
فأخرجت بنو عبد مناف، ومن صار معهم، جفنة مملوءة طيبا، فوضعوها حول الكعبة، ثم غمس القوم أيديهم فيها، وتعاهدوا وتعاقدوا وتحالفوا، ومسحوا الكعبة بأيديهم توكيدا على أنفسهم، فسمّوا المطيّبين. وأخرجت بنو عبد الدار ومن كان معهم جفنة من دم، فغمسوا أيديهم فيها، وتعاقدوا وتحالفوا: ألا يتخاذلوا ما بلّ بحر صوفة؛ فسمّوا الأحلاف، ولعقة الدّم «٢» ، وتهيئوا للقتال، وعبّئت كلّ قبيلة؛ فبينما الناس على ذلك، إذ تداعوا إلى الصّلح على أن يعطوا بنى عبد مناف بن قصىّ السّقاية والرّفادة، وتكون الحجابة واللّواء ودار النّدوة إلى بنى عبد الدار كما كانت، ففعلوا، وتحاجز الناس؛ فلم تزل دار النّدوة فى بنى «٣» عبد الدار، حتى باعها عكرمة بن عامر، ابن هاشم، بن عبد مناف، بن عبد الدار، بن قصىّ، من «٤» معاوية بن أبى سفيان؛ فجعلها معاوية دار الإمارة» .
قال: «وولى هاشم بن عبد مناف بن قصىّ السّقاية والرّفادة، وكان رجلا موسرا، فكان يخرج فى كل عام مالا كثيرا، وكان قوم من قريش أهل يسار يترافدون، فيرسل كل إنسان بمائة مثقال هر قلية، وغيرهم يرسل بالشىء اليسير على