قدر حالهم، فكان هاشم، إذا حضر الحج، يأمر بحياض من أدم، فتجعل فى موضع زمزم، ثم يستقى فيها الماء من البئار التى بمكة فيشربه الحاجّ، وكان يطعمهم قبل التّروية بيوم بمكة، وبمنى، وجمع «١» ، وعرفة؛ وكان يثرد لهم الخبز واللحم، والخبز والسّمن، والسويق والتمر، ويحمل لهم الماء، فيستقون بمنى «٢» ، والماء يومئذ قليل، [فى حياض الأدم «٣» ] ، إلى أن يصدروا من منى، ثم تنقطع الضيافة ويتفرق الناس إلى بلادهم» .
قال:«وهاشم بن عبد مناف هو الذى أخذ الحلف لقريش من قيصر أن تختلف آمنة، فكتب له كتابا، وكتب إلى النّجاشى أن يدخل قريشا أرضه وكانوا تجّارا، فخرج هاشم فى عير لقريش فيها تجارات، وكان طريقهم على المدينة، فنزلوا بسوق النّبط، فصادفوا سوقا تقوم بها فى السنة يحشدون لها، فباعوا واشتروا، ونظروا إلى امرأة على موضع مشرف من السوق، فرأى امرأة تأمر بما يشترى ويباع لها، فرأى امرأة حازمة جلدة مع جمال، فسأل هاشم عنها أأيّم هى أم ذات زوج؟ فقيل له أيّم كانت تحت أحيحة بن الجلاح، فولدت له عمرا ومعبدا ثم فارقها، وكانت لا تنكح الرجال، لشرفها فى قومها، حتى يشرطوا لها أنّ أمرها بيدها، فإذا كرهت رجلا فارقته «٤» ؛ وهى سلمى بنت عمرو، بن زيد، «٥» بن لبيد، بن خداش، ابن عامر، بن غنم، بن عدىّ، بن النجّار، فخطبها هاشم، فعرفت شرفه ونسبه فزوّجته نفسها، ودخل بها وصنع طعاما، ودعا من هناك من أصحاب العير الذين كانوا معه، وكانوا