أربعين رجلا من قريش، ودعا من الخزرج رجالا، وأقام بأصحابه أياما؛ فعلقت سلمى بعبد المطّلب، وولدته وفى رأسه شيبة، فسمّى شيبة. وخرج هاشم فى أصحابه إلى الشام حتى بلغ غزّة فمات، ودفن بغزّة «١» وله عشرون سنة، وقيل خمس وعشرون سنة، ورجعوا بتركته إلى ولده، وأوصى هاشم إلى أخيه المطّلب ابن عبد مناف.
وحكى ابن الأثير «٢» أنه لما تزوّج سلمى شرط لها أبوها ألا تلد ولدا إلا فى أهلها، فحملها هاشم إلى مكّة فحملت منه، فلما أثقلت ردّها إلى أهلها ومضى إلى الشام؛ وقيل إنه لم ينقلها، وإنه خرج إلى الشام هو وعبد شمس، فماتا جميعا بغزّة فى عام واحد، وبقى مالهما إلى أن جاء الله تعالى بالإسلام؛ فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر غزوة غزاها جاءه قيس بمالهما، فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مال هاشم إلى العبّاس بن عبد المطّلب، ففرّقه على كبراء بنى هاشم، ودفع مال عبد شمس إلى سفيان بن حرب، ففرّقه على كبراء بنى عبد شمس.
وقد حكى ابن الأثير «٣» : أن عبد شمس مات بمكة فقبر بأجياد، وذلك بعد وفاة هاشم «٤» بغزّة. قال: ثم مات نوفل بسلمان «٥» من طريق العراق، ومات المطلب بردمان «٦» من أرض اليمن «٧» والله أعلم.