للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستقوا حتى ملأوا أسقيتهم، ثم دعا القبائل من قريش فقال: هلموا «١» إلى الماء، فقد سقانا الله، فاشربوا واستقوا، فجاءوا فشربوا واستقوا ثم قالوا: قد والله قضى لك علينا يا عبد المطّلب، والله لا نحاصمك فى زمزم أبدا، إن الذى سقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو الذى سقاك زمزم، فارجع إلى سقايتك راشدا، فرجع ورجعوا معه، ولم يصلوا إلى الكاهنة، وخلّوا بينه وبينها.

هذا أحد ما قيل فى حفر زمزم.

وفى رواية أخرى: أنه قيل له: احفر زمزم، إنك إن حفرتها لم تندم، وهى تراث من أبيك الأعظم، لا تنزف أبدا ولا تذمّ، تسقى الحجيج «٢» الأعظم، مثل نعام جافل «٣» لم يقسم. ينذر فيها ناذر لمنعم، تكون ميراثا وعقدا محكم، ليست كبعض ما قد تعلم، وهى بين الفرث والدّم «٤» .

قال ابن إسحاق «٥» : فزعموا أنه حين قيل له ذلك قال: فأين «٦» هى؟ قيل له عند قرية النّمل، حيث ينقر الغراب غدا. فغدا «٧» عبد المطّلب ومعه ابنه الحارث، فوجد قرية النّمل، ووجد الغراب ينقر عندها بين الوثنين: إساف ونائلة «٨» اللّذين كانت قريش تنحر عندهما ذبائحها، فجاء بالمعول، وقام ليحفر حيث أمر، فقامت