بنت مرّ «١» ، وكانت من أجمل الناس وأشبّه وأعفّه «٢» ، وكانت قد قرأت الكتب «٣» ، وكان شباب قريش يتحدثون إليها، فرأت نور النبوّة فى وجه عبد الله فقالت:
يا فتى! من أنت؟ فأخبرها، قالت: هل لك أن تقع علىّ وأعطيك «٤» مائة من الإبل؟ فنظر إليها وقال:
أمّا الحرام فالممات دونه ... والحلّ لا حلّ فأستبينه
فكيف بالأمر «٥» الذى تنوينه «٦»
ثم مضى إلى امرأته آمنة، فكان معها، ثم ذكرا الخثعمية وجمالها، وما عرضت عليه، فأقبل عليها فلم ير منها من الإقبال عليه آخرا كما رآه منها أولا، فقال: هل لك فيما قلت لى؟ فقالت:«قد كان ذاك مرّة فاليوم لا «٧» » ، فذهبت مثلا، وقالت:
أىّ شىء صنعت بعدى؟ قال: وقعت على زوجتى آمنة، قالت: إنى والله لست