للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن عباس «١» رضى الله عنه: لما أنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم:

(وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)

صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصّفا فقال:

«يا معشر قريش» ، فقالت قريش: محمد على الصّفا يهتف، فأقبلوا واجتمعوا، فقالوا:

مالك يا محمد؟ فقال: «أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل أكنتم تصدّقوننى» ؟

قالوا: نعم، أنت عندنا غير متّهم، وما جرّبنا عليك كذبا قط، قال: «فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد يا بنى عبد المطلب يا بنى عبد مناف يا بنى زهرة» ، حتى عدّد الأفخاد من قريش «إن الله أمرنى أن أنذر عشيرتى الأقربين، وإنى لا أملك لكم من الدّنيا منفعة، ولا من الآخرة نصيبا إلا أن تقولوا لا إله إلا الله» قال: فقال أبو لهب: تبّا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله تعالى (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ)

السورة كلّها. قال الواقدى «٢» : لما أظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام ومن معه، وفشا أمره بمكّة، ودعا بعضهم بعضا، فكان أبو بكر يدعو ناحية سرّا، وكان سعيد بن زيد مثله «٣» ، وعثمان مثل ذلك، [وكان عمر يدعو علانية وحمزة ابن عبد المطلب «٤» ] وأبو عبيدة بن الجرّاح؛ فغضبت قريش من ذلك، وظهر منهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الحسد والبغى، وأشخص به «٥» منهم رجال فبادوه، وتستّر آخرون وهم على ذلك الرّأى، إلا أنهم ينزّهون أنفسهم عن القيام والإشخاص برسول الله صلى الله عليه وسلم.