للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسمعناه مرة أخرى ينشد، وهو يشرب في إناء قد لفه، فاتهمناه فيه، وكتب عين هذا الشعر:

ما قليل منك لى بقليل، ... يا منى عينى وغاية سولى!

سل بحقّ الله عينيك عنّى: ... هل أحسّت في الهوى بقتيل؟

أنت أفسدت حياتى بهجر، ... ومماتى بحساب طويل!

وأنشد:

أسر الحبّ أميرا ... لم يكن قبل أسيرا.

فارحموا ذلّ عزيز ... صار عبدا مستجيرا!

وأنشد يوما، وقد راى دار بعض الناس، فقال:

أيا داركم فيك من لذّة ... وعيش لنا، كان ما أطيبه!

ومن قينة أفسدت ناسكا، ... وكانت له في التّقى مرتبه.

وقال أيضا مرّة:

لقد قتلت عيناك نفسا كريمة، ... فلا تأمنن إن متّ سطوة ثائر!

كأنّ فؤادى في السّماء معلّق، ... إذا غبت عن عينى، بمخلب طائر.

وأنشد يوما، وفي يده خاتم:

حصلت منك على خا ... تم حوته البنان!

فما يفارق كفّى ... كأنّه قهرمان.

يا أهل ودّى بعدتم ... وأنتم جيران!

قال النميرىّ: فقلت له: جعلنا الله فداك! هذه أشياء قد كنت تعيب أمثالها منا، ونحن الآن ننكرها منك! وكان يرجع عن بعض ذلك تصنعا، ثم لا يلبث