مستوره ان يظهر حتى تحقق عندنا عشقه، ودخل في طبقة المرحومين، فسمعته يوما ينشد:
مكتوم، يا أحسن خلق الله ... لا تتركينى هكذا بالله!
ثم تنفس إثر ذلك فأجبته:
قد ظفر العشق بعبد الله ... وانهتك السّتر بحمد الله.
فقل له: سمّ لنا سيّدى ... هذا الذى تهوى، بحقّ الله!
فضحك وقال: لا، ولا كرامة! فكتبت إليه من الغد:
بكت عينه وشكا حرقة ... من الوجد في القلب ما تنطفى.
فقلت له: سيّدى، ما الذى ... أرى بك؟ قال: سقام خفى.
فقلت: أعشق؟ فقال: اقتصر ... على ما ترى بى، أما تكتفى؟
فكتب إلىّ:
يا من يحدّث عنّى ... بظنّ سمع وعين!
إن كنت تخطب سرّى، ... فارجع بخفّى حنين!
فكتبت إليه:
هيهات لحظك عندى ... يقرّ فيه بعشقك!
دع عنك خفّى حنين ... واحرص على حلّ ربقك!
تعال نحتال فيما ... تهوى، برفقى ورفقك!
وصرت إليه فقال: يا أبا طيب، قد عصيت إبليس أكثر مما عصى ربّه إلى أن أوقعنى في حبائله، فأنشدته:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute