للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أين لا كان إبلي ... س جاءنى بك يسعى؟

أبداك لى من بعيد ... فقلت: طوعا وسمعا!

فأخبرنى بقصته. فسعيت له بلطيف الحيلة وأعاننى بحزم الرأى حتّى فاز بالظفر.

قال أبو بكر الصولى: اعتل عبد الله بن المعتز فأتاه أبوه عائدا وقال: ما عراك، يا بنىّ؟ فأنشأ يقول:

أيّها العاذلون، لا تعذلونى ... وانظروا حسن وجهها تعذرونى!

وانظروا هل ترون أحسن منها، ... إن رأيتم شبيهها فاعذلونى!

بى جنون الهوى، وما بى جنون ... وجنون الهوى جنون الجنون!

قال: فتتبع أبوه الحال حتّى وقع عليها، فابتأع الجارية التى شغف بها بسبعة آلاف دينار، ووجّهها إليه.

وحكى أن الرشيد كان له ثلاث جوار اشتدّ شغفه بهنّ، فقال العباس بن الأحنف على لسانه:

ملك الثّلاث الآنسات عنانى ... وحللن من قلبى بكلّ مكان!

مالى تطاوعنى البريّة كلّها، ... وأطيعهنّ وهنّ في عصيانى؟

ما ذاك إلا أن سلطان الهوى ... وبه عززن أعزّ من سلطانى!

أخذ المعنى والروىّ سليمان بن الحكم المستعين، أحد خلفاء بنى أمية بالأندلس، فقال:

عجبا يهاب الليث حدّ سنانى، ... وأهاب لحظ فواتر الأجفان!

وأقارع الأهوال لا متهيّبا ... منها سوى الإعراض والهجران!

وتملّكت نفسى ثلاث كالدّمى ... زهر الوجوه نواعم الأبدان!