للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما أذبح له، ولم أكن أتخذ جارحا للصيد إلّا رمى بآفة، قلّما أدخل الحىّ صيدا حيّا؛ لأنى كنت لا أدركه إلا وقد أشفى على الهلاك، فلمّا طال بى ذلك أتيت فرّاضا، فعترت له عتيرة، ولطّخته من دمها، وقلت:

فرّاض أشكو نكد «١» الجوارح ... من طائر ذى مخلب ونابح

وأنت للأمر الشّديد الفادح «٢» ... فافتح فقد أسهلت المفاتح

فأجابنى مجيب من الصّنم؛ فقال:

دونك كلبا جارحا مباركا ... أعدّ للوحش سلاحا شابكا «٣»

يفر حزون الأرض والدّ كادكا «٤»

قال: فانقلبت إلى خبائى، فوجدت به كلبا خلاسيّا «٥» بهيما «٦» عظيما؛ أهرت «٧» الشّدقين، شابك الأنياب، شئن «٨» البراثن، أشعر مهول المنظر، فصفرت به فأتانى، فلاذ بى وبصبص «٩» ، فسميته حياضا «١٠» ، فاتخذت له مربطا بإزاء فراشى وأكرمته، ثم خرجت به إلى الصيد، فإذا هو أبصر بالصّيد منّى، وكان لا يثبت له شىء من الوحش، فقلت فيه:

حياض إنك مأمول منافعه ... وقد جعلتك موقوفا لفرّاض