فيا راميا قد رمانى هواه ... بنار الأسى في بحار الأسف!
سهام جفونك قلبى غدا ... لها غرضا، وضلوعى هدف.
وأوردتنى في الهوى موردا ... تجرّعت فيه مرير التّلف.
وأعرضت عنّى، ولا ذنب لى! ... فكم ذا الدّلال! وكم ذا الصّلف!
ومخطف خصر على ردفه، ... فكلّ فؤاد به مختطف!
وقال أبو القاسم العطار:
وبى غزال، إذا صادفت غرّته ... جنيت من وجنتيه روضة أنفا!
كالبدر مكتملا، كالظّبى ملتفتا، ... كالروض مبتسما، كالغصن منعطفا!
وقال تاج الملوك:
يا قمرا في غصن من بانة، ... يميل عجبا في كثيب من نقا!
أصبح قلب المستهام مغربا ... له، وأطواق القباء مشرقا!
أغيد، لا يقصد إلّا تلقى! ... ولم يزل قلبى به معلّقا.
ذكّرنى حسن ابتسام ثغره ال ... واضح لمع البرق إذ تألّقا.
وطالما ذكّرنى رضابه ال ... بارد صرف الراح إذ تعتّقا.
أغنّ، ما فوّق سهم لحظه ... إلا أصاب القلب لمّا فوّقا.
حاجبه قوس ولحظ عينه ... سهم، فما يخطى إذا ما رشقا.
وقال أبو نواس.
جال ماء الشّباب في خدّيكا، ... وتلالا البهاء في عارضيكا.
ورمى طرفك المكحّل بالسّح ... ر فؤادى فصار رهينا لديكا.