للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو بين أشياعنا، ثم ينادي بالأذان فلمّا سمع بذلك، وطلع [١] الفجر، نادى داذويه بالشّعار، ففزع المسلمون والكافرون، وتجمّع الحرس فأحاطوا بنا.

ثم ناديت بالأذان، وتوافت خيولهم إلى الحرس، فناديتهم، أشهد أنّ محمدا رسول الله، وأن عبهلة كذّاب، وألقينا إليهم رأسه؛ فأقام وبر الصلاة، وشنّها القوم غارة، ونادينا: يا أهل صنعاء؛ من دخل عليه داخل فتعلّقوا به، ومن كان عنده منهم أحد لم يخرج، فتعلّقوا به، ونادينا بمن فى الطريق: تعلّقوا بمن استطعتم، فاختطفوا صبيانا كثيرا، وانتهبوا ما انتهبوا، ثم مضوا خارجين.

فلمّا برزوا فقدوا منهم سبعين فارسا ركبانا، وإذا أهل الطريق والدّور قد وافونا بهم، وفقدنا سبعمائة عيّل، ثم راسلونا وراسلناهم على أن يتركوا لنا ما فى أيديهم، ونترك لهم ما فى أيدينا، ففعلوا؛ فخرجوا لم يظفروا بشىء.

وتردّدوا فيما بين صنعاء ونجران، وخلصت صنعاء والجند، وأعزّ الله الإسلام وأهله، وتنافسنا الإمارة، وتراجع أصحاب النبىّ صلّى الله عليه وسلّم إلى أعمالهم، فاصطلحنا على معاذ بن جبل فكان يصلّى بنا، وكتبنا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالخبر، وذلك فى حياة النبىّ صلّى الله عليه وسلّم، فأتاه الخبر من ليلته، وقدمت رسلنا، وقد مات النبىّ صلّى الله عليه وسلّم صبيحة تلك الليلة، فأجابنا أبو بكر رضى الله عنه [٢] .


[١] ص: «فأطلع» .
[٢] تاريخ الطبرى ٣: ٢٣١- ٢٣٦.