للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلّى الله عليه وسلم فيها، ودفن بعد الظهر، وصلّى عليه أبوه، ونزل قبره عمر بن الخطاب وطلحة وعبد الرحمن أخوه.

وكان عبد الله رضى الله عنه زوج عاتكة بنت زيد بن عمرو ابن نفيل العدويّة، أخت سعيد بن زيد، وكانت من المهاجرات، وكانت حسناء جميلة بارعة، فأولع بها، وشغلته عن مغازيه، فأمره أبوه بطلاقها لذلك؛ فقال: هذه الأبيات:

يقولون طلقها وخيّم مكانها ... مقيما، تمنّى النّفس أحلام نائم

وإنّ فراقى أهل بيت جميعهم ... على كبرة منّى لإحدى العظائم

أرانى وأهلى كالعجول تروّحت ... إلى بوّها قبل العشار الرّوائم

فعزم عليه أبوه حتى طلقها، ثم تبعتها نفسه، فهجم عليه أبو بكر رضى الله عنه وهو يقول:

أعاتك لا أنساك ماذرّ شارق ... وما ناح قمرىّ الحمام المطوّق

أعاتك قلبى كلّ يوم وليلة ... إليك بما تخفى النفوس معلّق

فلم أر مثلى طلّق اليوم مثلها ... ولا مثلها فى غير جرم تطلّق

لها خلق جزل ورأى ومنصب ... وخلق سوىّ فى الحياء ومصدق

فرقّ له أبوه، وأمره بمراجعتها فارتجعها؛ وقال هذه الأبيات:

أعاتك قد طلّقت فى غير ريبة ... وروجعت للأمر الذى هو كائن

كذلك أمر الله غاد ورائح ... على النّاس فيه ألفة وتباين

وما زال قلبى للتفرّق طائرا ... وقلبى لما قد قرّب الله ساكن