للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإنّك ممّن زيّن الله وجهه ... وليس لوجه زانه الله شائن

فلما مات عبد الله صارت عاتكة ترثية بهذه الأبيات:

رزئت بخير النّاس بعد نبيّهم ... وبعد أبى بكر وما كان قصّرا

فآليت لا تنفكّ عينى حزينة ... عليك، ولا ينفك جلدى أغبرا

فلله عينا من رأى مثله فتى ... أكرّ وأحمى فى الهياج وأصبرا

إذا شرعت فيه الأسنّة خاضها ... إلى الموت حتى يترك الرّمح أحمرا

ثم تزوّجت بعده زيد بن الخطاب، على اختلاف فى ذلك؛ فقتل عنها يوم اليمامة شهيدا، فتزوّجها عمر بن الخطاب فى سنة اثنتى عشرة، فأولم عليها، ودعا عمر بن الخطاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم علىّ بن أبى طالب؛ فقال له: دعنى أكلّم عاتكة: قال: نعم، فأخذ بجانب الحذر. ثم قال: يا عديّة نفسها، أين قولك:

فآليت لا تنفكّ عينى حزينة ... عليك ولا ينفك جلدى أغبرا

فبكت. فقال عمر: ما دعاك إلى هذا يا أبا الحسن؟! كلّ النساء يفعلن هذا، ثم قتل عنها عمر، فقالت تبكيه:

عين جودى بعبرة ونحيب ... لا تملّى على الجواد النّجيب

فجعتنى المنون بالفارس المعلم ... يوم الهياج والتّثويب

قل لأهل الضّرّاء والبؤس موتوا ... قد سقته المنون كأس شعوب

وقالت أيضا ترثيه بهذه الأبيات:

منع الرقاد فعاد عينى عائد ... مما تضمّن قلبى المعمود